من طرف التقصير في تربية الأبناء
كما أن للوالدين حقًا على الأولاد - فكذلك للأولاد حق على الوالدين، وكما أن الله - عز وجل - أمرنا ببر الوالدين، فكذلك أمرنا بالإحسان إلى الأولاد؛ فالإحسان إليهم والحرص على تربيتهم أداء للأمانة، وإهمالهم والتقصير في حقوقهم غش وخيانة.
قال - سبحانه وتعالى -: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) الأنفال: 27.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة".
وبالرغم من عظم مسئولية تربية الأولاد إلا أن كثيرًا من الناس قد فرَّط بها واستهان بأمرها ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، وإذا رأوا منهم تمردًا أو انحرافًا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف. وكما قال الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورًا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك:
تنشئة الأولاد على الجبن والهلع والفزع، مثل أن نخوِّفهم من الحرامي والأستاذ والطبيب والغول فينشأ الولد جبانًا يخاف من ظله.
تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة.
تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ.
بسط اليد للأولاد، وإعطائهم كل ما يريدون.
شراء السيارات لهم وهم صغار.
الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم
البخل.
حرمانهم من العطف والشفقة والحنان.
الاهتمام بالمظاهر فحسب، مثل الاهتمام بالأكل والشرب والكسوة، وإهمال جانب التدين الصادق والخلق الكريم والتربية الإسلامية.
التفريق بينهم سواء كان ذلك ماديا أو معنويًا.
التسخط بالبنات وتدليل البنين، وهذا قبل أن يكون خللا في التربية فهو خلل في العقيدة.
تسميتهم بأسماء سيئة.
بقاء الوالد طويلا خارج المنزل.
الدعاء على الأولاد، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعو على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
فعل المنكرات أمام الأولاد أو إقرارهم عليها مثل شرب الدخان ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الساقطة والمجلات الخليعة.
سوء الفهم لنفسية الأولاد وطبائعهم.
