وطني يحتضر
وطني جميلٌ وجميلٌ وجميل...بل هو غاية في الجمال...كيف لا وهو من صنع الخالق جل وعلا (الله جميل يحب الجمال)...أعزائي القراء سأكون أنانية قليلاً لأني سأخص منطقتي بالحديث نوعاً ما...لكن...لي كل العذر فالمثل يقول أهل مكة أدرى بشعابها وقبل البدء أوجه وعبر جريدتكم لجميع القراء والسامعين أن يكتب كلاً عن مميزات منطقته لنعرف... نتشوق... نعلم... ونقوم بزيارة لتلك المناطق المختلفة لنرى بديع صنع الله،ما يزين وطني في البداية مهبط الوحي ووجود نبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكتاب الله الكريم والكعبة المشرفة مفخرة كل مسلم وإليها تهوي أفئدة الناس...ثم تضاريسها وشعابها قد يضحك البعض لأن الجميع يعلم أن وطني الحبيب أغلبه صحاري ولكن ما وجدت تلك الصحاري إلا لحكمة قد أجهلها لكن...من خلق البحر خلق الصحاري ومن خلق الصحاري خلق الغابات وهذا دليل على الاعجاز ودعوة للتأمل في مساحة الصحراء الشاسعة التي لم توجد صدفة، و حين تسافر من منطقة لأخرى تجد ما يميزها حتى لا يدخل عليك الملل وتقول أن الدنيا متشابهة فماذا عن جمال الكون؟؟؟؟!!!!.........
منطقتي هي القطيف ولا أريد أن أتباهى وأفتخر فوطني بأكمله مفخرة لكن ...ما يميز منطقتي هو نخيلها وثمارها هواء الصباح الباكر المعطر بندى الأزهار ورائحة الشجيرات الخضراء (معذرة كتبت شجيرات لأن الأشجار حسب ما درست يفوق علوها عن سبعة أمتار لتصل إلى الأغصان) جميلةٌ هي القطيف قبل مولدي ومازالت تمتع بسدود أنشأها أجدادنا تحت لسعات الشمس الملتهبة وعبر السنون الطوال....جميلةٌ تلك الآبار التي تعب في حفرها أجدادنا قبل آلات الحفر وقبل نهضة التطور...جميلٌ صوت هدير العيون النبّاعة(أي يجري فيها الماء جريا)...جميلٌ ذلك البحر المتلاطم الأمواج كل هذا الذي ذكرته إذا تناولت كلاً على حدى لأخرجت مواضيع وبيئات مختلفة يغط فيها العلماء الأجانب سنوات من الدراسة والاستكشاف (خصصت الأجانب لكثرة الأفلام الوثائقية التي تعنى بدراسة مواقع بيئية مختلفة في حين أن العلماء العرب لا أجد لهم فلماً!!!!!!!!) يبحثون عن أنواع الحيوانات والحشرات المختلفة وأهمية النباتات القائمة فيها وحولها وفوائدها الدوائية حتى النباتات المنتشرة في الصحراء في كل جولة لي في بعض مناطق المملكة أتنهد بحسرة لأني لوحدي لا أستطيع فعل شيء تمنيت أن أجول في الصحراء باحثة وأتعمق لكن للأسف (يد لوحدها لا تصفق) وأموت كل يوم حسرة بل وقهر يكاد يفتت مهجتي حينما أرى السدود تغلق تلك السدود(قد لايفهم الجميع معنى السدود فهي لا تتوفر في جميع المناطق ولكن السدود هي عبارة عن شقوق طولية عميقة في الأرض تحتوي مياه وبيئة حية كالأسماك ودجاج الماء و........... وهي طويلة نوعا ما وتوجد شقوق أصغر حجماً وأقل عمقاً يطلق عليها الضلوع وهي مكان جيد للضفادع...ولست بصدد التفصيل) وببساطة تهال عليها الرمال والغرض توسيع الشوارع والمستفيد الرئيسي من القضاء على البيئة الجميلة في غلق البحار وردم السدود واستبدالها بشوارع هي محطات البنزين(ليس تهجماً،ولكن...طالت الشوارع وكثرت محطات البنزين) وبائعي إطارات السيارات وكل ما يخص السيارات أما أنا وكوني أنعى البحر في كل إغلاق لجهة من جهاته أرى أن الطبيعة ستتلاشى وأصبحت الأماكن متشابهة شوارع ومنحنيات ودوارات وفاصل يحتوي على الحشائش والأزهار وشجيرات لاتسمن ولا تغني من جوع في حين ينتشر التصحر في المزارع والنخيل وتقام في مكانها المنازل والمجمعات بنوعيها التجاري والسكني والصالات ولست معارضة للتطور ولا مناهضة للحضارة ولكني حين أرى الشوارع بهذه الطريقة أرى أن مستقبل الأجيال القادمة هو أما الاستيراد بأي سعر أو الموت جوعا،علاوةً على انتشار الغبار بشكل غير طبيعي في السنوات الأخيرة مما تسبب في حالات اختناق كبيرة(ومن المعروف إن الشجيرات تحد من زحف الرمال) ومن يقول أن هناك انخفاض في منسوب المياه بسبب قلة الأمطار أخبره بضرورة التنقيب عن مخازن المياه واستغلالها كما ينقب عن الذهب الأسود(البترول) والتقليل من نباتات الزينة والاستعاضة عنها بنباتات مثمرة ...أعلم جيداً أن منظر الزهور والورد جميل ومن منا لا يعشقه؟...وكذلك الأشجار التي تشكل بأشكال مختلفة ولكن ماذا يستفيد جيل الغد إذا جاع لن يأكل مناظر؟!!!!!!!!!!!!!!!.....
ولن أخشى الجوع على نفسي لأني بالتأكيد أجهل وقت رحيلي إلى خالقي ولكني ألفت انتباهكم لأهمية ما يهدر من نخيلنا ومزارعنا... يكفي أن الجو فيها لطيف وظلها ظليل وثمرها يانع ومياهها طيبة وترابها نعمة...و لا أخص القطيف لوحدها فوطني كل أرض تشهد أن لا إله إلا اله وأن محمداً رسول الله ولكني أشجع على الزراعة...فلا تدعوا وطني يحتضر فإن أمنيتي أن يكون لدي بقعة من الأرض أزرع فيها ما أريد لأنها حين تخضر سأرى إخضرار شبابي وصحة أرضي وجمال الخالق،وإذا ذهبنا ليدعوا القادمون رحم الله الماضيين كما دعونا للماضيين سلمت أيديهم وليحيا وطني وليكن أخضراً كــ العلم... والحمد لله رب العالمين........الذي بحمده تدوم النعم (بالشكر تدوم النعم) قال تعالىولئن شكرتم لأزيدكم).
وطني المشرق...وطني الأخضر...وطني الجميل
جدوري في أرض الوطن
للكاتبة
رقية المقبل
جدوري في أرض الوطن
للكاتبة
رقية المقبل